مع ظهور اسم جهاز
المخابرات الإسرائيلي "الموساد،" مجددا في الإعلام، على خلفيه توجيه أصابع
الاتهام له في اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح، يبرز السؤال عن
عمل هذه الجهاز وظروف تأسيسه.
المؤسسة المركزية للاستخبارات والأمن "الموساد" هي اختصار لعبارة "موساد لعالياه بت" العبرية أي منظمة الهجرة غير الشرعية. وهي إحدى مؤسسات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي والجهاز التقليدي للمكتب المركزي للاستخبارات والأمن. أنشئت عام 1937، بهدف القيام بعمليات تهجير اليهود. وكانت إحدى أجهزة المخابرات التابعة للهاغاناه.
وطوال نصف القرن الماضي تقريبا، حقق الموساد صيتا ذائعا في مختلف أنحاء العالم لدرجة أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وصفته في تقرير رسمي لها بأنه من أكثر أجهزة المخابرات تنظيما علي مستوى العالم.
ويضم مجتمع المخابرات الإسرائيلي ثلاثة أفرع رئيسية هي الموساد والمخابرات العسكرية المعروفة باسم أمان والشين بيت وهو جهاز الأمن الداخلي بالإضافة الي جهاز الجاسوسية المضادة الذي تنحصر مهمته في مكافحة أعمال التجسس ضد إسرائيل.
وخلال نصف القرن الماضي، فقد مجتمع المخابرات الاسرائيلي 360 عميلا قتلوا أو فقدوا حياتهم بسبب عمليات استخبارية لحساب (إسرائيل).
وكان أول جاسوس إسرائيلي فقد حياته بسبب خدمته في الموساد هو يعقوب بوكاي وهو يهودي من اصل سوري تم إعدامه في أغسطس 1949 بعد أن تم القبض عليه في الأردن متخفيا في زي لأجيء عربي.
لقد قامت دولة (إسرائيل) في الأساس نتيجة سلسلة من العمليات السرية والخفية.. وبمرور الوقت تحولت هذه الدولة إلى حكومة الجاسوسية والدليل علي ذلك أن الغالبية العظمى من زعماء إسرائيل عملوا خلال فترات مختلفة من حياتهم كعملاء وجواسيس للموساد من أمثال حاييم هيرتزوج رئيس الدولة السابق واسحق شامير رئيس الوزراء الأسبق ومناحم بيجين وشيمون بيريز واسحق رابين وحتى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهودا باراك.. وحتى جولدامائير كانت أيضا تعمل لحساب الموساد قبل أن تتولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية .
ويعتبر الكثيرون من الخبراء أن القرن العشرين كان هو البداية الحقيقية لظهور أجهزة المخابرات الحديثة أي بالشكل المتطور الذي تحددت لهذه الأجهزة فيه المهام التي ستقوم بها والذي جعلها إحدى الإدارات الحكومية الرسمية رغم السرية التي تحيط بها.
كانت بريطانية هي صاحبة المبادرة في هذا المجال حيث أقامت أول وكالة مخابرات حديثة تسيطر عليها الحكومة وتمولها بشكل مباشر.. أما مهمة هذه الوكالة فكانت في الأساس هي الحصول على أسرار الأجانب و حماية الأسرار الوطنية.
وفي عام 1913 ظهر للوجود جهاز المخابرات الألماني ثم المخابرات السوفيتية عام 1917 والمخابرات الفرنسية عام1935.
أما وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فقد أقيمت عام..1947 ولاشك أن كل هذه الاجهزة كانت لها جذور عميقة في عالم الجاسوسية قبل إعلان مولدها الرسمي ولكن المؤكد أيضا أن القرن العشرين شهد طفرة كبرى في جميع مجالات العمل السري والاستخبارات.
وبالنسبة لــ(إسرائيل) فان قصة الموساد تكتسب أبعادا خاصة وشديدة التميز بالمقارنة مع أجهزة المخابرات الأخرى في جميع أنحاء العالم، ويرجع ذلك إلي عدة أسباب من أهمها:
أن الشخصية اليهودية تتوافر فيها كل مقومات الجاسوس أو العميل السري ومن أهمها الخبث والدهاء بالإضافة إلي تقديس المال وعدم وجود أي رادع أخلاقي يحول دون ارتكاب أكثر الجرائم وحشية وأشد العمليات قذارة.
إن انتشار اليهود في مختلف أنحاء العالم أناح لهم الحصول على معلومات خطيرة خاصة أن هؤلاء اليهود يتواجدون في مختلف المواقع الحكومية والعلمية والعسكرية والاقتصادية في هذه الدول وبالتالي لديهم حصيلة رهيبة من الأسرار التي وضعوها في خدمة الدولة اليهودية حتى قبل عشرات السنين من إعلان قيام دولة (إسرائيل)
وبمعني آخر فان الشخصية اليهودية بشكل عام تحظى بمواهب فطرية طبيعية في التجسس.. بجانب بعض الصفات الإضافية المطلوبة في الجواسيس والعملاء مثل القسوة والاعتقاد بأن الغاية تبرر الوسيلة وعدم احترام أي حقوق للغير إذا كانت تتعارض مع إطماع اليهود وسياساتهم ومخططاتهم.
لهذه الأسباب حقق اليهود نجاحا كبيرا عندما عملوا كجواسيس لحساب القوات البريطانية في الحرب العالمية الثانية.
وكان من بين هؤلاء الجواسيس اليهود موشي ديان الذي أصبح بعد ذلك جنرالا إسرائيليا وتولي وزارة الدفاع في (إسرائيل).. ومن أهم الأعمال التي قام بها هؤلاء اليهود تلك المهمة التي شارك فيها 32 جاسوسا يهوديا يعملون لحساب المخابرات البريطانية 'أس. أي. أس' وقد تم إسقاطهم بالمظلات فوق أراضي المانيا.
عصابات إرهابية وقد شكل اليهود عصابات ارهابية إجرامية لترويع عرب فلسطين والاستيلاء علي أراضيهم وكانت أهم هذه العصابات هي 'الهاجانا' و'الارجون' و'شتيرن' التي كانت لديها أجهزة سرية تعمل في خدمتها.. وبعد إعلان قيام الدولة اليهودية أصبحت هذه الأجهزة السرية الإرهابية هي النواة الاولى لجهاز المخابرات الاسرائيلي.
ويرجع انشاء جهاز الموساد إلى ما قبل الدولة اليهودية وبالتحديد إلي عام 1937 تنفيذا لفكرة احد عتاة الصهاينة المتطرفين وهو شاؤول افيكور.
وقد تم إنشاء الموساد في البداية كقوة سرية تابعة لمنظمة الهاجانا الإرهابية وكانت مهمة الموساد الأساسية في ذلك الحين هي تنظيم الهجرة غير الرسمية لفلسطين وتهريب الأسلحة للعصابات الإرهابية الصهيونية وفي عام 1942 بدأ تنظيم الموساد كجهاز مخابرات يأخذ شكله العلمي من خلال عمل دورات متخصصة للعملاء والجواسيس وكان عددهم في أول دورة 40 عميلا شكلوا نواة المخابرات الإسرائيلية حيث تعلموا كل شئون الجاسوسية مثل الشفرة وإطلاق النار وسبل التنكر والتخفي واللغات وأجهزة الإرسال والاستقبال اللاسلكي وغيرها.
وبعد اغتصاب فلسطين عام 1948 قام رئيس الوزراء الصهيوني ديفيد بن جوريون بإعادة تشكيل جهاز المخابرات
الإسرائيلي. وبعد ثلاث سنوات أي في عام 1951 جرت عملية إعادة تنظيم لأجهزة المخابرات الاسرائيلية.. ووفقا لهذه العملية أصبح 'الموساد' هو جهاز المخابرات الرئيسي في (إسرائيل) وتم تعيين راؤبين شلواح رئيسا له بينما تولي حاييم هيرتزوغ رئاسة المخابرات العسكرية الإسرائيلية.
إما رئيس جهاز الأمن الداخلي 'الشين بيت' فكان هو ايسير هارئيل.. وقد اندلع صراع رهيب بين التنظيمات الثلاثة
انتهي بتولي هارئيل رئاسة الموساد بجانب رئاسته بالشين بيت وكان ذلك في عام 1953 حيث شكلت لجنة للتنسيق تضم رؤساء إدارات المخابرات الإسرائيلية التي تم تقسيمها إلى خمسة أقسام هي الموساد الذي يخضع مباشرة لرئيس الوزراء والمخابرات العسكرية 'أمان' وهي فاضحة لوزير الدفاع ورئيس الأركان و'الشين بيت' وهو جهاز الأمن الداخلي ومكافحة التجسس وفرع المهام الخاصة بالشرطة وهو اقرب إلى مباحث أمن الدولة ويتبع وزير الداخلية ثم فرع الأبحاث بالخارجية الإسرائيلية وهو مسئول عن جمع وتحليل المعلومات الدبلوماسية الخارجية ويتبع وزير الخارجية.
وهناك تنسيق مستمر بين رؤساء أجهزة المخابرات الإسرائيلية المختلفة حيث يعقد اجتماع مرتين أسبوعيا بين رئيس الموساد وأمان ويطلق على هذا الاجتماع اسم 'قهوة الصباح' ويحضره مدير الأمن الداخلي.. شين بيت والمفتش العام للشرطة ورئيس مخابرات وزارة الخارجية بالإضافة إلى عدد من كبار المستشارين.
وهناك أيضا لجنة يطلق عليها اسم 'فعدات راش هاتشيروتيم' أي لجنة رؤساء الأجهزة مهمتها تنسيق جميع أنشطة الاستخبارات الإسرائيلية الميدانية سواء في الداخل أو الخارج.
ويعتبر رئيس جهاز 'الموساد' هو الأكثر أهمية بين رؤساء أفرع المخابرات الأخرى في (إسرائيل) ولذلك فهو يتولى اوتوماتيكيا رئاسة مثل هذه الاجتماعات التي تتم في أماكن مجهولة بعيدا عن المقار الرسمية لأجهزة المخابرات وتتخذ احتياطا أمنية مشددة للحفاظ علي سريتها والحيلولة دون تسرب مناقشاتها لأي أطراف معادية.
ورئيس الموساد يتم اختياره مباشرة بواسطة رئيس الحكومة الإسرائيلية.. وفترة عمله المعتادة في هذا المنصب خمس سنوات ولكنها يمكن أن تزيد أو تنقص في ضوء اعتبارات الكفاءة ومدى نجاح أو فشل العمليات التي ينفذها عملاء الموساد الذين يتم التعامل معهم وفقا لدرجات وظيفية باعتبارهم من موظفي الدولة.. ويتقاعد عميل الموساد عن العمل في سن الثانية والخمسين ويحصل علي معاش يعادل ثلاثة أرباع آخر مرتب تقاضاه قبل التقاعد.
أما الجواسيس الأجانب فيحصل الواحد منهم على راتب شهري قد يصل إلي خمسة آلاف دولار.. وفي حالة سقوطه أو القبض عليه يتم رصد مبلغ نصف مليون دولار للوفاء بأتعاب المحاماة والدفاع ورعايته داخل السجن بالإضافة إلى نفقات أخرى غير محددة يتم إنفاقها سعيا وراء اطلاق سراحه.
ويقول الكاتب البريطاني 'رونالد رايني' صاحب كتاب 'الموساد' اخطر أجهزة المخابرات السرية 'أن اختيار عملاء الموساد من الإسرائيليين يتم وفقا لمعايير محددة أهمها الذكاء والقدرة على الكتمان واللياقة البدنية.
ويفضل المسئولون في الموساد اختيار العملاء الجدد من بين الشباب اليهودي الذين تربوا في المزارع الجماعية أو الكيبوتزات نظرا لتطرفهم الديني والأيديولوجي وإيمانهم العميق بالصهيونية.
وبالإضافة إلى ذلك يتم اختيار الشباب الذين ابدوا مهارات خاصة خلال فترات التجنيد العسكري أو الدراسة الجامعية.
ويخضع كل مرشح للعمل في الموساد لسلسلة صعبة من الاختبارات النفسية بجانب عملية مراجعة دقيقة لتاريخ حياته وعلاقاته منذ لحظة مولده. وبعد ذلك، يبدأ عميل الموساد الجديد دورة تدريبية تستمر لمدة 12 شهرا ويشمل التدريب مجالات عديدة مثل اللغات والأسلحة والاتصالات حتى الاتيكيت وكيفية استخدام أدوات المائدة والماكياج.
وخلال مرحلة التدريب يتم التركيز على تقوية الذاكرة لدى عميل الموساد وذلك من خلال تمارين خاصة كما يتم تدريبه على قوة التحمل وسرعة البديهة وحسن التصرف في المواقف الصعبة.
وفي هذا السياق يحكي احد كبار رجال الموساد قصة عميل إسرائيلي تم إرساله في مهمة ببريطانيا ولم تكن لديه أي تعليمات أو أموال على أساس انه سيحصل على كل ذلك عن طريق وسيط سيقابله في لندن. ولسبب ما، لم تتم هذه المقابلة وأصبح يتعين على رجل الموساد أن يحل مشكلته بنفسه وان يعود الى (اسرائيل) بطريقته الخاصة.
وكان الحل الذي توصل إليه هو انه قام باقتحام احد محال السوبر ماركت في لندن وسرق خزينة المحل وهرب.. وفي اليوم التالي اشترى تذكرة طائرة إلى تل أبيب وعاد دون أي تدخل من جانب الموساد في ترتيب عودته..
وفي بعض الأحيان يقوم بعض رجال الموساد بالتنكر في هيئة عرب ويختطفون أحد عملاء الموساد ثم يقومون باستجوابه وتعذيبه لاختبار مدى قدرته على الكتمان وتحمل الظروف الصعبة.
ويعتبر الموساد هو جهاز المخابرات الوحيد في العالم الذي أقام نصبا تذكاريا لعملائه الذين قتلوا خلال عمليات تجسس في خدمة (إسرائيل).. وفوق هذا النصب الذي يوجد داخل مقر المخابرات الإسرائيلية تم نقش 360 اسما جميعهم من عملاء الموساد الذين قتلوا أثناء مهام تجسسية خارج (إسرائيل).
ويتميز الموساد عن غيره من أجهزة المخابرات العالمية ببراعته الفائقة في مجال العمليات القذرة. ويرجع السبب في ذلك إلى أن طبيعة وتدريب عميل الموساد تجعله لا يتوقف كثيرا عند أي اعتبارات أخلاقية مادام الهدف هو خدمة الصهيونية والدولة اليهودية.
وبعد أحداث دورة ميونيخ الاوليمبية التي تم خلالها اغتيال أفراد البعثة الإسرائيلية، شكل الموساد فرقة اغتيالات خاصة من عملائه أطلق عليها اسم 'الغضب الإلهي' وكانت مهمة هذه الفرقة هي قتل 12 فلسطينيا ثارت الشكوك حول تورطهم في عملية ميونيخ.. وقد تمكن أفراد هذه الفرقة من أداء مهمتهم وحصلوا على الأوسمة والنياشين رغم أن بعض الضحايا الذين اغتالوهم لم تكن لهم أي علاقة بحادث ميونيخ.
ويزعم قادة الموساد أنهم يرفضون اللجوء إلى وسائل الابتزاز والإرهاب لتجنيد العملاء والجواسيس.. ورغم ذلك فهناك حالات عديدة تؤكد أن هذه الضغوط قد استخدمت لإجبار الكثيرين، خاصة من غير الإسرائيليين على العمل في خدمة المخابرات الإسرائيلية.ومن أبرز الأمثلة على ذلك عرب الأراضي المحتلة الذين يضغط عليهم الموساد بشراسة للتحول إلي جواسيس وتقديم معلومات عن الدول العربية التي يزورونها.
ويعتبر الجاسوس اليهودي الأمريكي جوناثان بولارد أحد هذه النماذج التي تختلف تماما عن نوعية عميل المخابرات الإسرائيلية التي يروج لها الموساد.. فقد أشارت تقارير عديدة إلي أن بولارد الموجود حاليا في سجون أمريكا شخص مهتز ضعيف الشخصية لم يستطع مقاومة ضغوط الموساد فقدم لهم اخطر الأسرار الأمريكية.
وفي هذا السياق يقول وليام وبستر الرئيس السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي والمدير السابق للمخابرات الأمريكية إن حالة جوناثان بولارد لا تتفق على الإطلاق مع نمط المخابرات الإسرائيلية.
ويعتمد الموساد كثيرا على يهود الشتات في تكوين شبكات التجسس خارج (إسرائيل).. فهؤلاء اليهود لا يتعرضون لمأزق الولاء المزدوج كما يقول البعض وذلك لسبب بسيط هو أن [الولاء] لديهم (لإسرائيل) فقط وليس لأي مكان آخر حتى ولو كان هو الوطن الذي ولدوا على أرضه.
وهناك محطات تابعة للموساد في العديد من بلدان العالم الهامة مثل الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وأوروبا وآسيا وأفريقيا.. ودول البحر المتوسط.ولكل محطة من هذه المحطات رئيس وهيئة عاملين من الجواسيس والعملاء وهي تعمل 24 ساعة في اليوم ويكون هناك تنسيق مكثف بين رئيس محطة الموساد في دولة ما والسفير الإسرائيلي في هذه الدولة بل أن الكثيرين من الدبلوماسيين الإسرائيليين في بلدان العالم هم في واقع الأمر مجرد عملاء وجواسيس للموساد.
وفيما يلي عرض لبعض الفضائح الدولية السابقة التي تورط فيها الموساد ووكالات مخابرات إسرائيلية أخرى:
* 1954 - كشفت مصر خلية تابعة لمخابرات الجيش الإسرائيلي من اليهود المصريين. وكانت الخلية قد ألقت قنابل حارقة على مواقع يرتادها غربيون لإحراج القاهرة وإثنائها عن تأميم قناة السويس. وتم شنق اثنين من أفراد الخلية وانتحر آخر وسجن ستة آخرين. وقدم بينهاس لافون وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك استقالته على الرغم من نفيه إجازة المخطط.
* 1963 - اعتقلت الشرطة السويسرية إسرائيليا ونمساويا بعدما اتهمتهما ابنة عالم ألماني بتهديدها في إطار حملة ترويع قام بها الموساد لألمان يشتبه بأنهم ساعدوا برنامجا مصريا للصواريخ. واستقال إيسار هاريل رئيس الموساد آنذاك. وتم إطلاق سراح المعتقلين بعد ذلك بشهور قليلة.
* 1967 - اعتقل شخصان في ألمانيا يشتبه بأنهما ضابطان في الموساد أثناء مداهمتهما منزلا يعتقد أنه ملك مسئول سابق في البوليس السري الألماني. وأفرج عن الضابطين في لفتة لحسن نوايا لإسرائيل بعد حرب عام 1967 في الشرق الأوسط.
* 1973 - قتل أفراد تابعون للموساد بالرصاص في النرويج نادلا مولودا في المغرب بعدما ظنوا أنه أحد الفلسطينيين الذين دبروا لهجوم قتل فيه 11 لاعبا إسرائيليا خلال دورة الألعاب الاولمبية في ميونيخ عام 1972 . وتمت محاكمة خمسة ضباط في الموساد لكن أفرج عنهم في نهاية المطاف. وعرضت إسرائيل دفع تعويض لأسرة النادل.
* 1985 - جوناثان بولارد المحلل في البحرية الأمريكية اعتقل لنقله معلومات مخابرات إلى لاكام وهي وكالة إسرائيلية متخصصة في التعاون العلمي. واعتذرت إسرائيل للولايات المتحدة وفككت لاكام. ويحكم على بولارد بالسجن مدى الحياة.
* 1987 - احتجت بريطانيا لدى إسرائيل على ما وصفته لندن بأنه إساءة استخدام "سلطات إسرائيلية" لجوازات سفر بريطانية مزيفة وقالت بريطانيا إنها تلقت تأكيدات من إسرائيل بعدم تكرار هذا الأمر.
* 1991 - اعتقل أربعة إسرائيليين خلال محاولة على ما يبدو لوضع أجهزة تنصت في سفارة إيران بقبرص. وأفرج عنهم لعدم كفاية الأدلة.
* 1997 - ألقت السلطات الأردنية القبض على اثنين من أفراد الموساد بعد محاولة فاشلة لاغتيال خالد مشعل القيادي الكبير في حركة المقاومة الإسلامية (حماس). ويتم ترحيل الاثنين إلى إسرائيل بعدما أفرجت إسرائيل عن أحمد ياسين مؤسس حماس الذي كان مسجونا.
* 1998 - تم الكشف عن مجموعة من الإسرائيليين تحاول التصنت على هواتف شخص يشتبه بأنه من أعضاء حزب الله في سويسرا. وتصدر جلسة مغلقة لمحكمة قرارا بسجن إسرائيلي وصفته وسائل إعلام بأنه ضابط بالموساد مع وقف التنفيذ وإلزامه بدفع غرامة. وأفرج عن ثلاثة من زملائه.
- وفي قبرص اعتقل شخصان يشتبه بأنهما ضابطان في الموساد واتهما بالتجسس على منشآت عسكرية حساسة. ويطلق سراح الاثنين بعدما قضيا تسعة أشهر في السجن.
* 2004 - أصدرت محكمة في أوكلاند بنيوزيلندا قرارا بسجن إسرائيليين اثنين لمدة ستة شهور بعدما اعترفا بمحاولة الحصول على جواز سفر نيوزيلندي مزيف. واشتبهت ولنجتون بأن الإسرائيليين من الموساد فأوقفت علاقتها مع إسرائيل احتجاجا على هذا الأمر. وتعتذر إسرائيل لنيوزيلندا بعد ذلك بعام وتستأنف العلاقات بين البلدين.
* 2010 - قالت شرطة دولة الإمارات العربية المتحدة إنها أصدرت مذكرات اعتقال دولية بحق مشتبه بهم في مقتل المبحوح ومن بينهم أشخاص يحملون جوازات سفر ألمانية وبريطانية وفرنسية وأيرلندية. وتحتجز الإمارات أيضا فلسطينيين اثنين للاشتباه بتورطهما في الأمر.
من المهام الرئيسة التي يُكلف بها عملاء الموساد تنفيذ مهمات خاصة تتمثل في الخطف والإعدام والاغتيال، فقد خصص قادة الموساد وحدة خاصة تابعة له لغرض الاغتيال والقتل، حيث تقوم الوحدة بالتدريب مراراً على الهدف للوصول لعملية اغتيال ناجحة، حيث من أهم أهداف تأسيسها الردع والتخويف وإحباط النشاطات المعادية للكيان كهدف عام للموساد.
فما طبيعة هذه الوحدة ؟
"كيدون" وتعني الخنجر الذي يغمد في البندقية أو (الحربة) وهي وحدة ضمن قسم العمليات الخاصة فى الموساد "ميتسادا" والمسئولة عن الاغتيالات في جهاز الموساد، وتعتبر "كيدون" الوحدة الوحيدة في العالم المجازة رسمياً من حيث تنفيذ الاغتيالات، تتكون من فرق كل فرقة تضم اثني عشر شخصا، وتسمى أيضاً "قيساريا".
عقيدة القتل لدى"كيدون":
يقوم الموساد بتدريب عناصر "كيدون "على كيفية التعامل مع السلاح وحماية الذات والاستهانة بالموت ، حيث يتم تدريب المرشحين على كيفية سحب المسدس أثناء الجلوس في مطعم إذا اقتضى الأمر، إما بالسقوط إلى الخلف على المقاعد أو إطلاق النار من تحت الطاولة ، أو بالسقوط إلى الخلف ورفس الطاولة في الوقت نفسه ثم إطلاق النار ، وكل ذلك في حركة واحدة ، ولقد تم التساؤل ما الذي يحدث لمشاهد برئ ؟ ( يقول أحد المتدربين ) : تعلمنا أنة لا يوجد مشاهد برئ في موضع يحدث فيه إطلاق النار ، فالمشاهد سيرى موتك وموت شخص آخر ، فإذا كان موتك ، فهل تهتم إذا أصيب بالجراح ؟ بالطبع لا ، إن الفكرة هي البقاء – بقاؤك أنت ، يجب أن تنسى كل ما كنت قد سمعته عن العدل ، ففي هذه المواقف إما أن تكون قاتلا أو مقتولا ، وواجبك أن تحمى ملك الموساد ، أي أن تحمى نفسك ، وبمجرد أن تفقد هذا تفقد عار الأنانية ،حتى أن الأنانية تبدو سلعة قيمة – شيئا يصعب عليك أن تنفضه عنك عندما تعود إلى بيتك في آخر النهار.
أشهر عمليات الاغتيال التي نفذتها:
امتلكت الوحدة أساليب مختلفة في عمليات القتل والاغتيال كلها تظهر حجم الحقد الذي يخفيه ويظهره قادة العدو الصهيوني ، حيث برزت أوسعها في الرد على عملية ميونخ التي نفذها الفلسطينيون ضد البعثة الرياضية الصهيونية أوائل السبعينيات:
1. في أكتوبر، 1972 م اغتيال الشهيد وائل زعيتر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في ايطاليا كان بواسطة إطلاق اثني عشر رصاصة في أماكن مختلفة في جسده.
2. في يناير، 1973م اغتيال الشهيد حسين البشير ممثل فتح فى قبرص بشحنة ناسفه تحت سريره في الفندق الأوليمبي بنيقوسيا.
3. في إبريل، 1973م اغتيال الشهيد الدكتور ياسر القبوسى أستاذ القانون بالجامعة الأمريكية ببيروت الذى تم تصفيته ب12 رصاصة في باريس كما فى حالة زعيتر.
4. في ديسمبر ، 1977م اغتيال الشهيد محمد الهمشرى ممثل منظمة التحرير في فرنسا الذي يعتقد أنه رئيس أيلول الأسود في فرنسا ، كان الاغتيال بواسطة شحنة متفجرة زرعت تحت مكتبه. حيث رتب عميل الموساد الذي انتحل شخصية صحفي إجراء حديث صحفي تليفوني معه ليعطي إشارة لمفجر القنبلة بالتفجير حين وصول الهمشري مكتبه.
5. في مارس ،1990م قام الموساد باغتيال «جيرالد بول» العالم الكندي الذي قام بتطوير البرنامج العسكري الشهير (الأسلحة المدمرة) لصالح العراق وذلك بغرفته في مدينة بروكسل حيث كان لهذه العملية أكبر الأثر في وقف تطوير هذا البرنامج.
6. في اكتوبر، 1995م اغتيال الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في مالطا، الذي تم تصفيته برصاصتين اخترقتا رأسه عن قرب من الجهة اليمنى .
العمليات الفاشلة:
1. في 1973م في "وليلهامر" في النرويج قتلت "كيدون" أحمد بوشيخى النادل المغربى الذى كان خارجا مع زوجته الحامل ذاهبا إلى بيته بعد أن ظنت انه حسن علي سلامة قائد عملية ميونخ الفدائية ، وتم اعتقال عملاء "كيدون" من قبل السلطات النرويجية والتي عرفت بفضيحة "ليلهامر"، وبعدها توقفت ملاحقة حسن علي سلامة فترة لتعود من جديد في عهد مناحيم بيجين فعادت فكرة التصفية وكلف مايك هراري للمهمة ، وقضى حسن علي سلامة بسيارة مفخخة بعد 5 محاولات فاشلة حيث أطلق عليه العدو لقب "الأمير الأحمر" لشدة تخفيه.
2. في أوائل التسعينيات قتل اثنان من الوحدة "كيدون" في العاصمة النمساوية "فينا" أثناء ملاحقتهما لنائب وزير الدفاع الإيراني مجيد عبسفور في انقلاب لدراجتهما وارتطامهما في سيارة مسرعة، ولا تزال الرقابة الصهيونية تمنع حتى هذه اللحظة نشر اسميهما رغم مرور 14 عاماً على موتهما ، وقد علقت صورهم في غرفة بجوار إيلي كوهين الجاسوس الصهيوني الذي اعدم في دمشق.
3. في 1997م كانت أول محاولة لـ"كيدون" على أرض عربية هي محاولة اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس برش السم، حيث كانت عمليات الاغتيال تنفذ في الدول العربية بواسطة وحدات خاصة تابعة للجيش مثل "سرية الأركان" أو سيرت متكال والتي قتلت الشهيد أبو جهاد القائد الثاني في حركة فتح في تونس.
أشهر قادتها:
· حجاي هاداس مسئول طاقم المفاوضات في ملف شاليط ، وحسب تقارير أجنبية أنه كان يقود الوحدة عند اغتيال الشهيد الشقاقي 1995م.
· تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة وزعيمة حزب كاديما الصهيوني ، وفي تقرير فرنسي كشف أن تسيبي ليفني كانت ضمن الوحدة الخاصة التي دست السم لعالم نووي عراقي في باريس عام 1983م.
المؤسسة المركزية للاستخبارات والأمن "الموساد" هي اختصار لعبارة "موساد لعالياه بت" العبرية أي منظمة الهجرة غير الشرعية. وهي إحدى مؤسسات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي والجهاز التقليدي للمكتب المركزي للاستخبارات والأمن. أنشئت عام 1937، بهدف القيام بعمليات تهجير اليهود. وكانت إحدى أجهزة المخابرات التابعة للهاغاناه.
وطوال نصف القرن الماضي تقريبا، حقق الموساد صيتا ذائعا في مختلف أنحاء العالم لدرجة أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وصفته في تقرير رسمي لها بأنه من أكثر أجهزة المخابرات تنظيما علي مستوى العالم.
ويضم مجتمع المخابرات الإسرائيلي ثلاثة أفرع رئيسية هي الموساد والمخابرات العسكرية المعروفة باسم أمان والشين بيت وهو جهاز الأمن الداخلي بالإضافة الي جهاز الجاسوسية المضادة الذي تنحصر مهمته في مكافحة أعمال التجسس ضد إسرائيل.
وخلال نصف القرن الماضي، فقد مجتمع المخابرات الاسرائيلي 360 عميلا قتلوا أو فقدوا حياتهم بسبب عمليات استخبارية لحساب (إسرائيل).
وكان أول جاسوس إسرائيلي فقد حياته بسبب خدمته في الموساد هو يعقوب بوكاي وهو يهودي من اصل سوري تم إعدامه في أغسطس 1949 بعد أن تم القبض عليه في الأردن متخفيا في زي لأجيء عربي.
لقد قامت دولة (إسرائيل) في الأساس نتيجة سلسلة من العمليات السرية والخفية.. وبمرور الوقت تحولت هذه الدولة إلى حكومة الجاسوسية والدليل علي ذلك أن الغالبية العظمى من زعماء إسرائيل عملوا خلال فترات مختلفة من حياتهم كعملاء وجواسيس للموساد من أمثال حاييم هيرتزوج رئيس الدولة السابق واسحق شامير رئيس الوزراء الأسبق ومناحم بيجين وشيمون بيريز واسحق رابين وحتى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهودا باراك.. وحتى جولدامائير كانت أيضا تعمل لحساب الموساد قبل أن تتولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية .
البدايــة
ويعتبر الكثيرون من الخبراء أن القرن العشرين كان هو البداية الحقيقية لظهور أجهزة المخابرات الحديثة أي بالشكل المتطور الذي تحددت لهذه الأجهزة فيه المهام التي ستقوم بها والذي جعلها إحدى الإدارات الحكومية الرسمية رغم السرية التي تحيط بها.
كانت بريطانية هي صاحبة المبادرة في هذا المجال حيث أقامت أول وكالة مخابرات حديثة تسيطر عليها الحكومة وتمولها بشكل مباشر.. أما مهمة هذه الوكالة فكانت في الأساس هي الحصول على أسرار الأجانب و حماية الأسرار الوطنية.
وفي عام 1913 ظهر للوجود جهاز المخابرات الألماني ثم المخابرات السوفيتية عام 1917 والمخابرات الفرنسية عام1935.
أما وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فقد أقيمت عام..1947 ولاشك أن كل هذه الاجهزة كانت لها جذور عميقة في عالم الجاسوسية قبل إعلان مولدها الرسمي ولكن المؤكد أيضا أن القرن العشرين شهد طفرة كبرى في جميع مجالات العمل السري والاستخبارات.
وبالنسبة لــ(إسرائيل) فان قصة الموساد تكتسب أبعادا خاصة وشديدة التميز بالمقارنة مع أجهزة المخابرات الأخرى في جميع أنحاء العالم، ويرجع ذلك إلي عدة أسباب من أهمها:
أن الشخصية اليهودية تتوافر فيها كل مقومات الجاسوس أو العميل السري ومن أهمها الخبث والدهاء بالإضافة إلي تقديس المال وعدم وجود أي رادع أخلاقي يحول دون ارتكاب أكثر الجرائم وحشية وأشد العمليات قذارة.
إن انتشار اليهود في مختلف أنحاء العالم أناح لهم الحصول على معلومات خطيرة خاصة أن هؤلاء اليهود يتواجدون في مختلف المواقع الحكومية والعلمية والعسكرية والاقتصادية في هذه الدول وبالتالي لديهم حصيلة رهيبة من الأسرار التي وضعوها في خدمة الدولة اليهودية حتى قبل عشرات السنين من إعلان قيام دولة (إسرائيل)
وبمعني آخر فان الشخصية اليهودية بشكل عام تحظى بمواهب فطرية طبيعية في التجسس.. بجانب بعض الصفات الإضافية المطلوبة في الجواسيس والعملاء مثل القسوة والاعتقاد بأن الغاية تبرر الوسيلة وعدم احترام أي حقوق للغير إذا كانت تتعارض مع إطماع اليهود وسياساتهم ومخططاتهم.
لهذه الأسباب حقق اليهود نجاحا كبيرا عندما عملوا كجواسيس لحساب القوات البريطانية في الحرب العالمية الثانية.
وكان من بين هؤلاء الجواسيس اليهود موشي ديان الذي أصبح بعد ذلك جنرالا إسرائيليا وتولي وزارة الدفاع في (إسرائيل).. ومن أهم الأعمال التي قام بها هؤلاء اليهود تلك المهمة التي شارك فيها 32 جاسوسا يهوديا يعملون لحساب المخابرات البريطانية 'أس. أي. أس' وقد تم إسقاطهم بالمظلات فوق أراضي المانيا.
عصابات إرهابية وقد شكل اليهود عصابات ارهابية إجرامية لترويع عرب فلسطين والاستيلاء علي أراضيهم وكانت أهم هذه العصابات هي 'الهاجانا' و'الارجون' و'شتيرن' التي كانت لديها أجهزة سرية تعمل في خدمتها.. وبعد إعلان قيام الدولة اليهودية أصبحت هذه الأجهزة السرية الإرهابية هي النواة الاولى لجهاز المخابرات الاسرائيلي.
صراع رهيب
ويرجع انشاء جهاز الموساد إلى ما قبل الدولة اليهودية وبالتحديد إلي عام 1937 تنفيذا لفكرة احد عتاة الصهاينة المتطرفين وهو شاؤول افيكور.
وقد تم إنشاء الموساد في البداية كقوة سرية تابعة لمنظمة الهاجانا الإرهابية وكانت مهمة الموساد الأساسية في ذلك الحين هي تنظيم الهجرة غير الرسمية لفلسطين وتهريب الأسلحة للعصابات الإرهابية الصهيونية وفي عام 1942 بدأ تنظيم الموساد كجهاز مخابرات يأخذ شكله العلمي من خلال عمل دورات متخصصة للعملاء والجواسيس وكان عددهم في أول دورة 40 عميلا شكلوا نواة المخابرات الإسرائيلية حيث تعلموا كل شئون الجاسوسية مثل الشفرة وإطلاق النار وسبل التنكر والتخفي واللغات وأجهزة الإرسال والاستقبال اللاسلكي وغيرها.
وبعد اغتصاب فلسطين عام 1948 قام رئيس الوزراء الصهيوني ديفيد بن جوريون بإعادة تشكيل جهاز المخابرات
الإسرائيلي. وبعد ثلاث سنوات أي في عام 1951 جرت عملية إعادة تنظيم لأجهزة المخابرات الاسرائيلية.. ووفقا لهذه العملية أصبح 'الموساد' هو جهاز المخابرات الرئيسي في (إسرائيل) وتم تعيين راؤبين شلواح رئيسا له بينما تولي حاييم هيرتزوغ رئاسة المخابرات العسكرية الإسرائيلية.
إما رئيس جهاز الأمن الداخلي 'الشين بيت' فكان هو ايسير هارئيل.. وقد اندلع صراع رهيب بين التنظيمات الثلاثة
انتهي بتولي هارئيل رئاسة الموساد بجانب رئاسته بالشين بيت وكان ذلك في عام 1953 حيث شكلت لجنة للتنسيق تضم رؤساء إدارات المخابرات الإسرائيلية التي تم تقسيمها إلى خمسة أقسام هي الموساد الذي يخضع مباشرة لرئيس الوزراء والمخابرات العسكرية 'أمان' وهي فاضحة لوزير الدفاع ورئيس الأركان و'الشين بيت' وهو جهاز الأمن الداخلي ومكافحة التجسس وفرع المهام الخاصة بالشرطة وهو اقرب إلى مباحث أمن الدولة ويتبع وزير الداخلية ثم فرع الأبحاث بالخارجية الإسرائيلية وهو مسئول عن جمع وتحليل المعلومات الدبلوماسية الخارجية ويتبع وزير الخارجية.
قهوة الصباح!
وهناك تنسيق مستمر بين رؤساء أجهزة المخابرات الإسرائيلية المختلفة حيث يعقد اجتماع مرتين أسبوعيا بين رئيس الموساد وأمان ويطلق على هذا الاجتماع اسم 'قهوة الصباح' ويحضره مدير الأمن الداخلي.. شين بيت والمفتش العام للشرطة ورئيس مخابرات وزارة الخارجية بالإضافة إلى عدد من كبار المستشارين.
وهناك أيضا لجنة يطلق عليها اسم 'فعدات راش هاتشيروتيم' أي لجنة رؤساء الأجهزة مهمتها تنسيق جميع أنشطة الاستخبارات الإسرائيلية الميدانية سواء في الداخل أو الخارج.
ويعتبر رئيس جهاز 'الموساد' هو الأكثر أهمية بين رؤساء أفرع المخابرات الأخرى في (إسرائيل) ولذلك فهو يتولى اوتوماتيكيا رئاسة مثل هذه الاجتماعات التي تتم في أماكن مجهولة بعيدا عن المقار الرسمية لأجهزة المخابرات وتتخذ احتياطا أمنية مشددة للحفاظ علي سريتها والحيلولة دون تسرب مناقشاتها لأي أطراف معادية.
ورئيس الموساد يتم اختياره مباشرة بواسطة رئيس الحكومة الإسرائيلية.. وفترة عمله المعتادة في هذا المنصب خمس سنوات ولكنها يمكن أن تزيد أو تنقص في ضوء اعتبارات الكفاءة ومدى نجاح أو فشل العمليات التي ينفذها عملاء الموساد الذين يتم التعامل معهم وفقا لدرجات وظيفية باعتبارهم من موظفي الدولة.. ويتقاعد عميل الموساد عن العمل في سن الثانية والخمسين ويحصل علي معاش يعادل ثلاثة أرباع آخر مرتب تقاضاه قبل التقاعد.
أما الجواسيس الأجانب فيحصل الواحد منهم على راتب شهري قد يصل إلي خمسة آلاف دولار.. وفي حالة سقوطه أو القبض عليه يتم رصد مبلغ نصف مليون دولار للوفاء بأتعاب المحاماة والدفاع ورعايته داخل السجن بالإضافة إلى نفقات أخرى غير محددة يتم إنفاقها سعيا وراء اطلاق سراحه.
ويقول الكاتب البريطاني 'رونالد رايني' صاحب كتاب 'الموساد' اخطر أجهزة المخابرات السرية 'أن اختيار عملاء الموساد من الإسرائيليين يتم وفقا لمعايير محددة أهمها الذكاء والقدرة على الكتمان واللياقة البدنية.
ويفضل المسئولون في الموساد اختيار العملاء الجدد من بين الشباب اليهودي الذين تربوا في المزارع الجماعية أو الكيبوتزات نظرا لتطرفهم الديني والأيديولوجي وإيمانهم العميق بالصهيونية.
وبالإضافة إلى ذلك يتم اختيار الشباب الذين ابدوا مهارات خاصة خلال فترات التجنيد العسكري أو الدراسة الجامعية.
[center]اختبارات قاسية
[/center]ويخضع كل مرشح للعمل في الموساد لسلسلة صعبة من الاختبارات النفسية بجانب عملية مراجعة دقيقة لتاريخ حياته وعلاقاته منذ لحظة مولده. وبعد ذلك، يبدأ عميل الموساد الجديد دورة تدريبية تستمر لمدة 12 شهرا ويشمل التدريب مجالات عديدة مثل اللغات والأسلحة والاتصالات حتى الاتيكيت وكيفية استخدام أدوات المائدة والماكياج.
وخلال مرحلة التدريب يتم التركيز على تقوية الذاكرة لدى عميل الموساد وذلك من خلال تمارين خاصة كما يتم تدريبه على قوة التحمل وسرعة البديهة وحسن التصرف في المواقف الصعبة.
وفي هذا السياق يحكي احد كبار رجال الموساد قصة عميل إسرائيلي تم إرساله في مهمة ببريطانيا ولم تكن لديه أي تعليمات أو أموال على أساس انه سيحصل على كل ذلك عن طريق وسيط سيقابله في لندن. ولسبب ما، لم تتم هذه المقابلة وأصبح يتعين على رجل الموساد أن يحل مشكلته بنفسه وان يعود الى (اسرائيل) بطريقته الخاصة.
وكان الحل الذي توصل إليه هو انه قام باقتحام احد محال السوبر ماركت في لندن وسرق خزينة المحل وهرب.. وفي اليوم التالي اشترى تذكرة طائرة إلى تل أبيب وعاد دون أي تدخل من جانب الموساد في ترتيب عودته..
وفي بعض الأحيان يقوم بعض رجال الموساد بالتنكر في هيئة عرب ويختطفون أحد عملاء الموساد ثم يقومون باستجوابه وتعذيبه لاختبار مدى قدرته على الكتمان وتحمل الظروف الصعبة.
ويعتبر الموساد هو جهاز المخابرات الوحيد في العالم الذي أقام نصبا تذكاريا لعملائه الذين قتلوا خلال عمليات تجسس في خدمة (إسرائيل).. وفوق هذا النصب الذي يوجد داخل مقر المخابرات الإسرائيلية تم نقش 360 اسما جميعهم من عملاء الموساد الذين قتلوا أثناء مهام تجسسية خارج (إسرائيل).
ويتميز الموساد عن غيره من أجهزة المخابرات العالمية ببراعته الفائقة في مجال العمليات القذرة. ويرجع السبب في ذلك إلى أن طبيعة وتدريب عميل الموساد تجعله لا يتوقف كثيرا عند أي اعتبارات أخلاقية مادام الهدف هو خدمة الصهيونية والدولة اليهودية.
وبعد أحداث دورة ميونيخ الاوليمبية التي تم خلالها اغتيال أفراد البعثة الإسرائيلية، شكل الموساد فرقة اغتيالات خاصة من عملائه أطلق عليها اسم 'الغضب الإلهي' وكانت مهمة هذه الفرقة هي قتل 12 فلسطينيا ثارت الشكوك حول تورطهم في عملية ميونيخ.. وقد تمكن أفراد هذه الفرقة من أداء مهمتهم وحصلوا على الأوسمة والنياشين رغم أن بعض الضحايا الذين اغتالوهم لم تكن لهم أي علاقة بحادث ميونيخ.
ويزعم قادة الموساد أنهم يرفضون اللجوء إلى وسائل الابتزاز والإرهاب لتجنيد العملاء والجواسيس.. ورغم ذلك فهناك حالات عديدة تؤكد أن هذه الضغوط قد استخدمت لإجبار الكثيرين، خاصة من غير الإسرائيليين على العمل في خدمة المخابرات الإسرائيلية.ومن أبرز الأمثلة على ذلك عرب الأراضي المحتلة الذين يضغط عليهم الموساد بشراسة للتحول إلي جواسيس وتقديم معلومات عن الدول العربية التي يزورونها.
ويعتبر الجاسوس اليهودي الأمريكي جوناثان بولارد أحد هذه النماذج التي تختلف تماما عن نوعية عميل المخابرات الإسرائيلية التي يروج لها الموساد.. فقد أشارت تقارير عديدة إلي أن بولارد الموجود حاليا في سجون أمريكا شخص مهتز ضعيف الشخصية لم يستطع مقاومة ضغوط الموساد فقدم لهم اخطر الأسرار الأمريكية.
وفي هذا السياق يقول وليام وبستر الرئيس السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي والمدير السابق للمخابرات الأمريكية إن حالة جوناثان بولارد لا تتفق على الإطلاق مع نمط المخابرات الإسرائيلية.
ويعتمد الموساد كثيرا على يهود الشتات في تكوين شبكات التجسس خارج (إسرائيل).. فهؤلاء اليهود لا يتعرضون لمأزق الولاء المزدوج كما يقول البعض وذلك لسبب بسيط هو أن [الولاء] لديهم (لإسرائيل) فقط وليس لأي مكان آخر حتى ولو كان هو الوطن الذي ولدوا على أرضه.
وهناك محطات تابعة للموساد في العديد من بلدان العالم الهامة مثل الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وأوروبا وآسيا وأفريقيا.. ودول البحر المتوسط.ولكل محطة من هذه المحطات رئيس وهيئة عاملين من الجواسيس والعملاء وهي تعمل 24 ساعة في اليوم ويكون هناك تنسيق مكثف بين رئيس محطة الموساد في دولة ما والسفير الإسرائيلي في هذه الدولة بل أن الكثيرين من الدبلوماسيين الإسرائيليين في بلدان العالم هم في واقع الأمر مجرد عملاء وجواسيس للموساد.
وفيما يلي عرض لبعض الفضائح الدولية السابقة التي تورط فيها الموساد ووكالات مخابرات إسرائيلية أخرى:
* 1954 - كشفت مصر خلية تابعة لمخابرات الجيش الإسرائيلي من اليهود المصريين. وكانت الخلية قد ألقت قنابل حارقة على مواقع يرتادها غربيون لإحراج القاهرة وإثنائها عن تأميم قناة السويس. وتم شنق اثنين من أفراد الخلية وانتحر آخر وسجن ستة آخرين. وقدم بينهاس لافون وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك استقالته على الرغم من نفيه إجازة المخطط.
* 1963 - اعتقلت الشرطة السويسرية إسرائيليا ونمساويا بعدما اتهمتهما ابنة عالم ألماني بتهديدها في إطار حملة ترويع قام بها الموساد لألمان يشتبه بأنهم ساعدوا برنامجا مصريا للصواريخ. واستقال إيسار هاريل رئيس الموساد آنذاك. وتم إطلاق سراح المعتقلين بعد ذلك بشهور قليلة.
* 1967 - اعتقل شخصان في ألمانيا يشتبه بأنهما ضابطان في الموساد أثناء مداهمتهما منزلا يعتقد أنه ملك مسئول سابق في البوليس السري الألماني. وأفرج عن الضابطين في لفتة لحسن نوايا لإسرائيل بعد حرب عام 1967 في الشرق الأوسط.
* 1973 - قتل أفراد تابعون للموساد بالرصاص في النرويج نادلا مولودا في المغرب بعدما ظنوا أنه أحد الفلسطينيين الذين دبروا لهجوم قتل فيه 11 لاعبا إسرائيليا خلال دورة الألعاب الاولمبية في ميونيخ عام 1972 . وتمت محاكمة خمسة ضباط في الموساد لكن أفرج عنهم في نهاية المطاف. وعرضت إسرائيل دفع تعويض لأسرة النادل.
* 1985 - جوناثان بولارد المحلل في البحرية الأمريكية اعتقل لنقله معلومات مخابرات إلى لاكام وهي وكالة إسرائيلية متخصصة في التعاون العلمي. واعتذرت إسرائيل للولايات المتحدة وفككت لاكام. ويحكم على بولارد بالسجن مدى الحياة.
* 1987 - احتجت بريطانيا لدى إسرائيل على ما وصفته لندن بأنه إساءة استخدام "سلطات إسرائيلية" لجوازات سفر بريطانية مزيفة وقالت بريطانيا إنها تلقت تأكيدات من إسرائيل بعدم تكرار هذا الأمر.
* 1991 - اعتقل أربعة إسرائيليين خلال محاولة على ما يبدو لوضع أجهزة تنصت في سفارة إيران بقبرص. وأفرج عنهم لعدم كفاية الأدلة.
* 1997 - ألقت السلطات الأردنية القبض على اثنين من أفراد الموساد بعد محاولة فاشلة لاغتيال خالد مشعل القيادي الكبير في حركة المقاومة الإسلامية (حماس). ويتم ترحيل الاثنين إلى إسرائيل بعدما أفرجت إسرائيل عن أحمد ياسين مؤسس حماس الذي كان مسجونا.
* 1998 - تم الكشف عن مجموعة من الإسرائيليين تحاول التصنت على هواتف شخص يشتبه بأنه من أعضاء حزب الله في سويسرا. وتصدر جلسة مغلقة لمحكمة قرارا بسجن إسرائيلي وصفته وسائل إعلام بأنه ضابط بالموساد مع وقف التنفيذ وإلزامه بدفع غرامة. وأفرج عن ثلاثة من زملائه.
- وفي قبرص اعتقل شخصان يشتبه بأنهما ضابطان في الموساد واتهما بالتجسس على منشآت عسكرية حساسة. ويطلق سراح الاثنين بعدما قضيا تسعة أشهر في السجن.
* 2004 - أصدرت محكمة في أوكلاند بنيوزيلندا قرارا بسجن إسرائيليين اثنين لمدة ستة شهور بعدما اعترفا بمحاولة الحصول على جواز سفر نيوزيلندي مزيف. واشتبهت ولنجتون بأن الإسرائيليين من الموساد فأوقفت علاقتها مع إسرائيل احتجاجا على هذا الأمر. وتعتذر إسرائيل لنيوزيلندا بعد ذلك بعام وتستأنف العلاقات بين البلدين.
* 2010 - قالت شرطة دولة الإمارات العربية المتحدة إنها أصدرت مذكرات اعتقال دولية بحق مشتبه بهم في مقتل المبحوح ومن بينهم أشخاص يحملون جوازات سفر ألمانية وبريطانية وفرنسية وأيرلندية. وتحتجز الإمارات أيضا فلسطينيين اثنين للاشتباه بتورطهما في الأمر.
من المهام الرئيسة التي يُكلف بها عملاء الموساد تنفيذ مهمات خاصة تتمثل في الخطف والإعدام والاغتيال، فقد خصص قادة الموساد وحدة خاصة تابعة له لغرض الاغتيال والقتل، حيث تقوم الوحدة بالتدريب مراراً على الهدف للوصول لعملية اغتيال ناجحة، حيث من أهم أهداف تأسيسها الردع والتخويف وإحباط النشاطات المعادية للكيان كهدف عام للموساد.
وحدة الاغتيالات في جهاز الموساد الصهيوني والمعروفة بــ"كيدون".
فما طبيعة هذه الوحدة ؟
"كيدون" وتعني الخنجر الذي يغمد في البندقية أو (الحربة) وهي وحدة ضمن قسم العمليات الخاصة فى الموساد "ميتسادا" والمسئولة عن الاغتيالات في جهاز الموساد، وتعتبر "كيدون" الوحدة الوحيدة في العالم المجازة رسمياً من حيث تنفيذ الاغتيالات، تتكون من فرق كل فرقة تضم اثني عشر شخصا، وتسمى أيضاً "قيساريا".
عقيدة القتل لدى"كيدون":
يقوم الموساد بتدريب عناصر "كيدون "على كيفية التعامل مع السلاح وحماية الذات والاستهانة بالموت ، حيث يتم تدريب المرشحين على كيفية سحب المسدس أثناء الجلوس في مطعم إذا اقتضى الأمر، إما بالسقوط إلى الخلف على المقاعد أو إطلاق النار من تحت الطاولة ، أو بالسقوط إلى الخلف ورفس الطاولة في الوقت نفسه ثم إطلاق النار ، وكل ذلك في حركة واحدة ، ولقد تم التساؤل ما الذي يحدث لمشاهد برئ ؟ ( يقول أحد المتدربين ) : تعلمنا أنة لا يوجد مشاهد برئ في موضع يحدث فيه إطلاق النار ، فالمشاهد سيرى موتك وموت شخص آخر ، فإذا كان موتك ، فهل تهتم إذا أصيب بالجراح ؟ بالطبع لا ، إن الفكرة هي البقاء – بقاؤك أنت ، يجب أن تنسى كل ما كنت قد سمعته عن العدل ، ففي هذه المواقف إما أن تكون قاتلا أو مقتولا ، وواجبك أن تحمى ملك الموساد ، أي أن تحمى نفسك ، وبمجرد أن تفقد هذا تفقد عار الأنانية ،حتى أن الأنانية تبدو سلعة قيمة – شيئا يصعب عليك أن تنفضه عنك عندما تعود إلى بيتك في آخر النهار.
أشهر عمليات الاغتيال التي نفذتها:
امتلكت الوحدة أساليب مختلفة في عمليات القتل والاغتيال كلها تظهر حجم الحقد الذي يخفيه ويظهره قادة العدو الصهيوني ، حيث برزت أوسعها في الرد على عملية ميونخ التي نفذها الفلسطينيون ضد البعثة الرياضية الصهيونية أوائل السبعينيات:
1. في أكتوبر، 1972 م اغتيال الشهيد وائل زعيتر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في ايطاليا كان بواسطة إطلاق اثني عشر رصاصة في أماكن مختلفة في جسده.
2. في يناير، 1973م اغتيال الشهيد حسين البشير ممثل فتح فى قبرص بشحنة ناسفه تحت سريره في الفندق الأوليمبي بنيقوسيا.
3. في إبريل، 1973م اغتيال الشهيد الدكتور ياسر القبوسى أستاذ القانون بالجامعة الأمريكية ببيروت الذى تم تصفيته ب12 رصاصة في باريس كما فى حالة زعيتر.
4. في ديسمبر ، 1977م اغتيال الشهيد محمد الهمشرى ممثل منظمة التحرير في فرنسا الذي يعتقد أنه رئيس أيلول الأسود في فرنسا ، كان الاغتيال بواسطة شحنة متفجرة زرعت تحت مكتبه. حيث رتب عميل الموساد الذي انتحل شخصية صحفي إجراء حديث صحفي تليفوني معه ليعطي إشارة لمفجر القنبلة بالتفجير حين وصول الهمشري مكتبه.
5. في مارس ،1990م قام الموساد باغتيال «جيرالد بول» العالم الكندي الذي قام بتطوير البرنامج العسكري الشهير (الأسلحة المدمرة) لصالح العراق وذلك بغرفته في مدينة بروكسل حيث كان لهذه العملية أكبر الأثر في وقف تطوير هذا البرنامج.
6. في اكتوبر، 1995م اغتيال الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في مالطا، الذي تم تصفيته برصاصتين اخترقتا رأسه عن قرب من الجهة اليمنى .
العمليات الفاشلة:
1. في 1973م في "وليلهامر" في النرويج قتلت "كيدون" أحمد بوشيخى النادل المغربى الذى كان خارجا مع زوجته الحامل ذاهبا إلى بيته بعد أن ظنت انه حسن علي سلامة قائد عملية ميونخ الفدائية ، وتم اعتقال عملاء "كيدون" من قبل السلطات النرويجية والتي عرفت بفضيحة "ليلهامر"، وبعدها توقفت ملاحقة حسن علي سلامة فترة لتعود من جديد في عهد مناحيم بيجين فعادت فكرة التصفية وكلف مايك هراري للمهمة ، وقضى حسن علي سلامة بسيارة مفخخة بعد 5 محاولات فاشلة حيث أطلق عليه العدو لقب "الأمير الأحمر" لشدة تخفيه.
2. في أوائل التسعينيات قتل اثنان من الوحدة "كيدون" في العاصمة النمساوية "فينا" أثناء ملاحقتهما لنائب وزير الدفاع الإيراني مجيد عبسفور في انقلاب لدراجتهما وارتطامهما في سيارة مسرعة، ولا تزال الرقابة الصهيونية تمنع حتى هذه اللحظة نشر اسميهما رغم مرور 14 عاماً على موتهما ، وقد علقت صورهم في غرفة بجوار إيلي كوهين الجاسوس الصهيوني الذي اعدم في دمشق.
3. في 1997م كانت أول محاولة لـ"كيدون" على أرض عربية هي محاولة اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس برش السم، حيث كانت عمليات الاغتيال تنفذ في الدول العربية بواسطة وحدات خاصة تابعة للجيش مثل "سرية الأركان" أو سيرت متكال والتي قتلت الشهيد أبو جهاد القائد الثاني في حركة فتح في تونس.
أشهر قادتها:
· حجاي هاداس مسئول طاقم المفاوضات في ملف شاليط ، وحسب تقارير أجنبية أنه كان يقود الوحدة عند اغتيال الشهيد الشقاقي 1995م.
· تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة وزعيمة حزب كاديما الصهيوني ، وفي تقرير فرنسي كشف أن تسيبي ليفني كانت ضمن الوحدة الخاصة التي دست السم لعالم نووي عراقي في باريس عام 1983م.
المصدر : الحقيقة الدولية